قالت صحيفة لوموند إن شعار "تصعيد القتال لطرد الاحتلال واستكمال السيادة"، الذي اعتمدته البوليساريو مؤخرا في مؤتمرها السادس عشر المنعقد بالجزائر، "ينم عن نفاد صبر الصحراويين لإعطاء زخم جديد للصراع المستمر منذ سبعة وأربعين عاما، واتخذ على مدار عامين، شكلا منخفض الحدة، أي حرب العصابات التي تجاهلها المغرب والتي لم يرَ منها الصحراويون أي ثمار".
وقال إبراهيم غالي، زعيم الكيان الوهمي، في تصريحات صحافية " هناك ضغوط هائلة لتكثيف القتال والعودة إلى أساليب القتال السابقة، بين عامي 1986 و1989، عندما خضنا معارك أسفرت عن نتائج عظيمة في استعادة الأسلحة وأسر الجنود.. شبابنا وجيشنا على وجه الخصوص يطالبون بذلك".
ومن الصعب للأسف التأكد إن كانت هذه التصريحات لشخص في كامل قواه العقلية، أم أنها مجرد عنترية فارغة تحت وهم الغطاء الجزائري أو غيره.
فأي شخص غير ملم لا بالحرب ولا بالسياسة، وبنظرة واحدة، سيخبرك أن نتيجة الحرب واضحة قبل أن تبدأ، وأي محاولة خرقاء من طرف البوليساريو ستكون انتحاراً حقيقيا.
وربما هذا ما عبر عنه خليهنا محمد، والذي يحمل صفة "مدير الشباب" في الكيان الانفصالي، حيث قال " لا يجب علينا مهاجمة الجدار فحسب، بل يجب مهاجمة البنية التحتية الاقتصادية للمغرب لمنعه من الاستفادة من مواردنا. قد نحتاج إلى التفكير في الاعتماد على الانتحاريين".
نعم، هذه هي الحقيقة، إن قرار "الحرب" (إن جاز تسميتها كذلك) هو قرار انتحاري بالنسبة لجبهة البوليساريو، وما هو مؤكد أن أول ضحاياه سيكون محتجزو مخيمات تندوف والمغرر بهم.
يعرف الخبراء أن العتاد العسكري المتوفر لدى جبهة البوليساريو متهالك جدا، في الوقت الذي شهدت الترسانة الحربية للقوات المسلحة الملكية في العقد الأخير بعد الصفقات الإستراتيجية التي عقدها الجيش المغربي مع مجموعة من الشركاء الدوليين، تطورا كبيرا وملحوظا.
ولا أدل على هذا الكلام من أحداث الكركرات التي كانت حاسمة في تحديد الطرف القوي في ميدان المعركة، بحيث نجح الجيش المغربي بكل سلاسة في تأمين البوابة الحدودية نحو إفريقيا بعد استفزازات جبهة البوليساريو بالمنطقة العازلة.
ويرى مراقبون أن هذا الحديث غير العاقل يدل على أن الأمور في مخيمات تندوف بدأت في التوتر، وأن الكيان الوهمي يواجه ثورة داخلية يحاول أن يطفئها بإدارة الرؤوس نحو ما يسميها مجازا "الحرب" !